هل يمكن أن تكون الروبوت صوفيا وكيلة للعلامات التجارية وبراءات الاختراع؟
المكتب الأوروبي للبراءات، يتم تصوير روبوت الذكاء الاصطناعي على أنه مخترع رفض طلبين للحصول على براءة اختراع أوروبيةقُدِّم طلبا براءة اختراع أوروبيان، يُذكر فيهما الذكاء الاصطناعي "DABUS" كمخترع. في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، استُمع إلى دفوع مقدم الطلب في جلسة شفوية غير علنية. رفض المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع الطلبين رقم EP 18 275 163 وEP 18 275 174، بحجة أن المخترع المذكور في الطلب لا يستوفي متطلبات الاتفاقية الأوروبية لبراءات الاختراع. والسبب هو أن المخترع ليس إنسانًا، بل آلة.
في الواقع، دابوس ليس آلة، بل روبوت ذكي اصطناعي. إنه ليس إنسانًا ولا آلة. الوضع القانوني لهذه الكائنات محل جدل عالمي حاليًا. وهناك دعاوى قضائية مستمرة ناجمة عن أفعالها. في ألمانيا، تسبب روبوت في وفاة عامل. وفي الولايات المتحدة، تسببت سيارة ذاتية القيادة وذكية اصطناعيًا في وفاة أحد المشاة أثناء قيادتها تلقائيًا. ولا تزال دعاوى قضائية متعلقة بحادثين متعلقين بالذكاء الاصطناعي قائمة في بلدين منفصلين.
ما هي الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي تحديدًا؟ تبحث البشرية عن إجابة. حتى لو قلنا إنها ليست بشرًا، فإنها تؤدي أنشطة الذكاء البشري بنجاح أكبر من البشر، وتُبدع أعمالًا واختراعات. يمكنها التغلب على الخبراء في مجالها في الشطرنج (1997)، والغو (2016)، والطاولة (2007)، وبرامج المسابقات. ومع تطور تقنيات الاستشعار، يمكنها أيضًا إدراك المشاعر البشرية والاستجابة لها. تطالب مجموعة من المحامين بمعاملة الروبوتات كعبيد، تعمل لدى النبلاء في كروم روما، وبتنظيم قوانينها وفقًا لذلك. ليس للعبيد أي حقوق، لكن أسيادهم مسؤولون عن أفعالهم.
في عام ٢٠١٧، أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا يقضي بمنح الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي "شخصية إلكترونية". وأشار إلى إمكانية سنّ لوائح خاصة بحقوق الإنسان والقانون الجنائي للروبوتات. ومنحت السعودية الجنسية لروبوت يُدعى صوفيا. وترشح روبوت لمنصب عمدة مدينة تاما اليابانية لدورتين، وحل ثانيًا في كلتيهما. كما تُعدّ الصين قانونًا خاصًا بالروبوتات.
إذا استمر التقدم بهذه الوتيرة، فسيتم الاعتراف بالروبوتات كأفراد، وستتمتع بحقوق قانونية. بمجرد حصولها على الجنسية، ستتمتع بالحقوق والمسؤوليات اللازمة لأداء مهام شبيهة بالمهام البشرية. في المستقبل القريب، قد تصبح صوفيا مواطنة تركية، وتصبح بسهولة وكيلة علامات تجارية وبراءات اختراع. بل يمكنها إعداد مواصفات لاختراعات روبوتات الذكاء الاصطناعي مثلها. لننتظر ونرى ما يخبئه لنا المستقبل.
قد يتبادر إلى الذهن سؤال: ماذا سنفعل لو تولّت الروبوتات كل شيء؟ تستطيع الروبوتات فعل كل شيء بعقولها، لكنها لا تستطيع فعل أي شيء بقلوبها. يمكنها التظاهر بالحب، لكنها لا تستطيع. في المستقبل، ستعود البشرية إلى طبيعتها الأصلية، وتدرك أنها ليست آلة. ستتوقف عن تقديس المعرفة والمال، وتضع الحب في صميم حياتها. ستتولى مهامًا يكون فيها الحب جوهريًا، مثل رعاية الأطفال والمرضى وكبار السن.
